تتلاحق رحلات علاج حكام العرب خارج بلادهم التي تقع مسؤولية تطوير الرعاية
الصحية بها على عاتقهم . الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل حول الأسباب التي
تدفع بحكام العرب إلى العلاج بالدول الأوروبية أو أمريكا.
هل يرجع السبب إلى عدم ثقة الحكام في مستوى الرعاية الصحية التي يشرفون
عليها أم هناك أسباب سياسية تتجلى أساسا في عدم الكشف عن أمراضهم.
في هذا الشأن يؤكد الدكتور محمد تاج الدين وزير الصحة المصري السابق على أن
أهم الأسباب هي انعدام التخصصات الدقيقة و الأجهزة الدقيقة ذات التقنية
العالية و هو ما يدفع بالأطقم الطبية بنصح مرضاهم بالالتجاء إلى دول الخارج
و على رأسهم الحكام .
أما وزير الصحة السابق الأردني عبد الرحيم الملحس فيذهب عكس ذلك حيث يؤكد
أن الأمر لا يعدو أن يكون عدم ثقة الحكام بالنظام الصحي لبلدانهم .
و حول إمكانية جلب أطباء أجانب إلى البلاد قصد العلاج بالداخل يؤكد الدكتور
تاج الدين أن الأمر غير ممكن بحيث لا يمكن للفريق الطبي أن يشتغل خارج
الإطار العام الذي ألف الاشتغال فيه .
أما الدكتور الملحس فلا يرى مانعا من الاستشارة شريطة أن تكون بإيعاز من الطبيب المحلي.
و قد دهب البعض إلى اعتبار الأمر مرتبط بمحاولة إخفاء الحكام العرب لطبيعة
مرضهم و إن كان الأمر في ظل الثورة المعلوماتية أصبح من الصعوبة بما كان ما
يجعل الرأي القائل بانعدام الثقة هو الأرجح خصوصا أن هناك عمليات لا تحتاج
تقنية عالية .