خاطرة للدكتور /محمد كُريِّممن ألمانيا وهو يدعو إلى اللهاعتكاف قلب !!أويعتكف القلب ؟! أجل !! يعتكف كما يعتكف الجسد !!وإذا كان الاعتكاف معناه الظاهري هو المكث في المسجد زمنا لا يبرحه مع النية ,فإن معناه الباطني أن يمكث القلب مستأنسًا بربه لا يلتفت إلى غيره .ما أحوجك يا قلب إلى ربك ومولاك !!لطالما اعتكفت على الدنيا حتى كدت تهلك !!اعتكفت على المال مفكرا في جمعه وكنزه فتعبت وأتعبت!! وما حصلت ما تريد .اعتكفت على الجاه متطلعا إليه , باذلا كل جهد للوصول إليه !! فكان ماذا؟؟!!فكان الذل والهوان إذ لم تحصله , أو كان الفخر والاستكبار إذا نلت بغيتك .اعتكفت على الشهوات ليلاً ونهارًا !! فنظرت إلى ما اشتهيت ومن اشتهيت ,وشربت ما اشتهيت , وأكلت ما اشتهيت , وذهبت كما اشتهيت ,وصاحبت من اشتهيت , ورجوت وتمنيت , وحلمت ورأيت , وخطوت وأتيت ...!!!ثم ماذا بعد يا قلب !!!أهذه هي حياتك ؟!! ألهذا خلقت ؟!!لقد جربت كل عكوف , وسلكت كل سبيل في الدنيا أتراك سعدت ؟!!كلا !! ما أراك سعدت !! بل ما جنيت إلا التيه والحيرةوالشقاء والذل والتعاسة والضنك !!!اسمع يا قلب !!أنا سأدلك على السعادة والسرور والأمل والعز والرشادوالراحة والصفاء ,على الحياة الحقيقية .إنها مع الله !!!لا حياة للقلب إلا مع الله , لا سعادة حقيقية إلا مع اللهحسبك فقط أن تفعل كما كان يفعل حبيبك محمد صلى الله عليه وسلمفادخل المسجد واترك الدنيا كلها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان , وعد نفسك كأنك لست من أهلها , ولازم باب ربك وقم بين يديك واشك إليه وتذلل لديه , وأحضر قلبك وروحك وعقلك وفكرك وسمعك وبصرك وكل جوارحك , واطرق بابه ولازم أعتابه , وابك له بكاء صبي غاضب أمه فتركها وهو يظن أنه يستطيع العيش بدونها فلم يستطع فعاد إلى باب أمه واضعا خده على عتبة بابها باكيا ذليلا لتفتح له !!!وناج يا قلب ربك وقل :يا رب عبدك قد أتا ... ك و قد أساء و قد هفايكفيه منك حياؤه ... من سوء ما قد أسلفاحمل الذنوب على الذنو ... ب الموبقات و أسرفاو قد استجار بعفو ... ك من عقابك ملحفارب اعف عنه و عافه ... فلأنت أولى من عفا .ولن تخسر شيئا بل ستكسب كل شيء ,وسيفتح لك الباب فهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمينرب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرممنقول من ايميلي كما وصلني