Mahmoud HBK55 المدير العام
| موضوع: مكافأة 15 ألف دولار للزواج الثاني بالكويت ... يارتني كنت بالكويت الأربعاء 22 سبتمبر 2010, 4:46 am |
| ...
بعدما كشفت احصائيات الهيئة العامة للمعلومات المدنية العام الماضي عنوجود نحو ثلاثين ألف فتاة كويتية لم يحالفهن الحظ فى اللحاق بقطار الزواج، تقدم أحد النواب الكويتيين المستقلين باقتراح إلى مجلس الأمة الكويتييقضي بمنح مكافئة تصل إلى 15 ألف دولار للكويتي الذي يتزوج من كويتيةكزوجة ثانية عزباء تجاوزت سن الأربعين أو أرملة أو مطلقة.
جاء مشروع هذا القانون فى الوقت الذي تم فيه رصد 50 ألف حالة زواج كويتيمن أجنبية ولجوء عدد كبير من الكويتيات من الزواج من أجانب ، وقد أثارالاقتراح حفيظة الأوساط النسائية الكويتية على الرغم من أنه أحد الحلولالتى تساعد على تخفيف نسبة العنوسة المرتفعة فى البلاد ، والحد من الزواجالثاني من غير الكويتيات ، واعتبرته ناشطات حقوق المرأة أنه يقلل من شأنالمرأة ويتعامل معها على أنها سلعة.
تزايد للعوانس
تقول الباحثة والناشطة بحقوق المرأة الكويتية فاطمة يوسف العلي خلالبرنامج "صباح الخير ياعرب" على فضائية "الإم بي سي": لا يجوز تعكير صفوأسر آمنة وتخريبها بهذا الاقتراح ، حتي لا تتحول لكارثة . وعلى الرغم مما تمثله أرقام ومعدلات العنوسة الاختيارية أو القدرية منمخاطر اجتماعية ، يحذر الخبراء من الخطر الأكبر الذي يكمن في تناميالمعدلات بصورة متزايدة استناداً إلي ما يشبه الحوافز لنمو شريحة العوانسالتى يدرج الخبراء في خانتها الفئة العمرية من 25 : 65 عاماً وما فوقباعتبار أن الفتاة تنهي تعليمها الجامعى فى سن الثالثة والعشرين تقريباً. تعدد لا يصلح للجميع
وعلق الشيخ الدكتور السيد البشبيشي على مشروع القانون قائلاً : أن اللهسبحانه وتعالي أباح التعدد ، وعلى المسلم أن يرضي بشرع الله ، وبالرغم أنالمقترح نبيل يقره الإسلام وعلماء الأمة إلا أن قضية الحافز المادي قدتفتح الباب على مصرعيه دون ضابط أو رابط أو تحديد الواجبات والحقوق وبدونمراعاة أسس الاختيار ، معللاً بأن ليس كل الرجال يصلحون للتعدد الذي شرعهالله لمصلحة العباد ، ولكن ليس كل رجل يصلح أن يكون له أكثر من زوجة ،لذلك يقول الله سبحانه وتعالي فى كتابه العزيز (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّتَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) سورة النساء ، ثم جاء فى آية أخري (وَلَنتَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) ولوجمعنا الآيتين مع بعض حتي نخرج بالمعني المطلوب شرعاً ، وجدنا أن العدلالمقصود هنا هو العدل الحسي من مأكل ومشرب ومسكن ومبيت ونفقة وحسن معاملة، والعدل الثاني هو عدل معنوي وهو المعروف بين الناس بـ"الحب" ، وهو أنيميل قلبه إلى واحدة أكثر من الأخري دون أن يظهر ميله لأخري فيجرح مشاعرهاإلى آخر هذه الأمور التى تحدث .
ويشجع الشيخ البشبيشي المقترح الذي يصفه بالجيد ، ولكن مع ضرورة وضع ضوابط رادعة جدا وخاصة عندما يتعلق الأمر بقضية التعدد . وعن الشروط الأساسية التى يجب أن تتوافر فى الرجل كي يقدم على هذا النوعمن الزواج للمرة الثانية بدون الطمع فى الحافز المالي ، يشير الشيخالبشبيشي إلى أن أهم هذه الشروط هو توفر الناحية الدينية والأخلاقية ، وأنيكون مشهود له بالخلق الطيب وحسن المعاملة ، وخاصة أن لديه تجربة زواجسابقة ، ومن الممكن أن يتبين من خلالها ما إذا كان الرجل طيباً مع أهله ،لين الجانب ، منفقاً على أولاده وسمح المعاملة إلى آخره.. أما إذا تبينعكس ذلك وظالم لزوجته الأولي أياً كانت الأسباب ، فلا يصلح لأن يكون زوجاً، والتحري هنا يجب أن يأتي من الأهل ، وربما تكون هناك لجان متخصصة للتحريلمساعدة أهل العروس لتساعد على الاختيار السديد لأبنتهم .
ويلفت الشيخ البشبيشي الانتباه إلى أن التعدد تشريع رباني ، وانتشار ظاهرةالعنوسة مسألة خطيرة جداً ، والتعدد إذا كان سليماً ولجأ له الرجل بالطرقالسليمة وكان أهلاً لذلك لا تعود المصلحة على الرجال فقط ، بل مصلحةالنساء فيها أعظم ، ويري أن تحديد السن فى القانون للزواج ليس له داعي ،لأن فى مجتمعاتنا العربية عندما تصل البنت إلى عمر الـ 25 عاماً تعتبر منوجهة نظر المجتمع والشباب غير المتزوجين عانس، متسائلاً : ماذا تفعل هذهالبنت ؟ هل نطلب منها أن تنتظر حتي سن الأربعين حتى يسمح للرجل أن يأتيإليها ويتزوجها وإن كان له زوجة؟ كل هذه النقاط يجب أن تبحث فى مشروعالقانون الجديد بدقة متناهية حتى يكون مقبولاً للجميع.
تفكير أناني
وعن أسباب معارضة الأوساط النسائية للقرار تقول الناشطة بحقوق المرأةبالكويت واستشارية الطب النفسي د.هيا المطيري : اتمني أن يفكر الرجال فىقضايا المرأة المصيرية ، لا ينحصر المر فى التزاوج والتكاثر فقط ، لأن بعضالرجال يتوهمون أن السعادة فى التعدد ، هذا التفكير أناني ، ولكننا لاننكر أن هناك ظروف خاصة لإناس أقدموا على تجربة الزواج الثاني ، ولكن منالخطأ أن ترعى الدولة مشروع مثل هذا ، الأمر الذي يجعل الشباب يستهينونبمؤسسة الزواج وفكرة إنشاء أسرة تتطلب تكاليف والتزامات مادية ومعنوية ،بالإضافة إلى ما يترتب على ذلك من مشاكل الطلاق والتفككك الأسري .
هناك بنود تم مناقشتها قابلة للتطبيق ، وهي قرض زواج للمطلق والأرمل عندمايرغب فى الزواج مرة أخرى ، وهناك نائب آخر اقترح رفع نسبة قروض الزواجلارتفاع تكاليف تأسيس منزل للزوجية ، ولكننا نقلق إذا شرعت الدولة قانونيجعل إقبالهم على الزواج يأتي على حساب وكرامة وهدم بيت إنسانة أخرى ، هذاالأمر غير إنساني بالمرة وغير عملي،بحسب د.المطيري. وتضيف د. هيا المطيري : مشروع هذا القانون لا يعد حلاً للعنوسة علىالإطلاق ، لأن تكاليف الزواج واحد فقط من أسباب عديدة ، لماذا نفكر منمنظور واحد فقط وهو إرضاء الرجل ، بالإضافة إلى أن تفكير المرأة الكويتيةلا ينحصر في أن تلجأ إلى رجل ، فالزواج هبة من الله سبحانه وتعالي ،والإنسان من حقه أن يختار ألا يتزوج ، وهو ما يطلق عليه العنوسةالاختيارية ، لأن في بعض الأحيان يوجد لدي المرأة أشياء تسعي لتحقيقها سويالزواج ، وخاصة أن مشاكل الحياة الزوجية فى المجتمعات الخليجية نتيجةالتعدد يمر أصحابها بتجارب قاسية فيها إهانة للزوجة الأولي التي تكونراضية ظاهرياً ، ولكن الواقع مختلف والسعادة مفقودة . وتؤكد د. المطيري أن المجتمع كله يحترم الظروف الخاصة التى تدفع بعضالرجال إلى التعدد وقبول بعض النساء لذلك، رافضة كلمة عانس لأنها وصمةللمرأة ، متسائلة لماذا يطلق على الرجل أعزب وعلى المرأة "عانس" ،مشيرةإلى أنه لا يوجد سن للزواج ، والإنسان من الممكن أن يتزوج فى أي وقتويختار شريك حياته عندما يريد الله سبحانه وتعالي .
وفى النهاية تقول : اتمني أن يكون هناك تفكير خلاق لحل مشكلة العنوسةيراعي مشاعر المرأة ، ويحافظ على قيمة الأسرة ولا يشجع الشباب على تعليقالزوجات ، واقترحت فتح فرص للتعارف بين الشباب والشابات تحت مظلة محترمةفي رضا الأهل عن طريق عمل نشاطات مشتركة بينهم تحت مظلة اسلامية وإخلاقيةترعاها الدولة ،لافتة إلى أن هناك مشاكل أخري فى المجتمع الكويتي فى حاجةإلى حل كاختيار الشخص المناسب ، وترفض حل مشكلة العنوسة وتقابلها مشكلةأكبر وهي زيادة نسبة الطلاق والتفكك الأسري ، ومن الأفضل تسهيل زواجالشباب وتوفير حياة كريمة للمرأة غير المتزوجة. |
|