Mahmoud HBK55 المدير العام
| موضوع: الحث على الوصية قبل الموت لغير الورثة السبت 25 سبتمبر 2010, 5:18 am |
| الحث على الوصية قبل الموت لغير الورثة
قال تعالى : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُإِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَبِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُبَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) [البقرة/180، 181] فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَيكُمْ يَا مَعْشَرَ المُؤْمِنينَ أَنَّهُ إذاحَضَرَتْ أَسْبَابُ المَوْتِ وَعِلَلُهُ ، وَتَرَكْتُمْ مَالاً كَثِيراُلِوَرَثَتِكُمْ أَنْ تُوصُوا لِلوَالِدَينِ وَذَوي القُرْبَى بِشَيءٍ مِنْهذا المَالِ ( لا يَزِيدُ عَلَى الثُّلُثِ إِذا لَمْ يَكُنِ المُوصَىلّهُمْ مِنَ الوَارِثِينَ فِي بَعْضِ المَذَاهِبِ ، وَجَوَّزَ بَعْضُالأَئِمَّةِ الوَصِيَّةَ لِلْوَارِثِ بِأَنْ يَخُصَّ بِها بَعْضَ مَنْيَرَاهُ أَحْوَجَ مِنَ الوَرَثَةِ ) . وَإِذا أَسْلَمَ الكَافِرُوَحَضَرَتْهُ الوَفَاةُ ، ووالدَاهُ كَافِرَانِ ، فَلَهُ أَنْ يُوصِيَلَهُمَا بِشَيءٍ يَتَأَلَّفُ بِهِ قُلُوبَهُما . وَقَدْ جَعَلَ اللهُذلِكَ الإِيصَاءَ حَقّاً عَلَى المُتَّقِينَ الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ. ( وَقِيلَ إِنَّ هذِهِ الآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِآيةِ المَوَارِيثِ ) .وَإِذا صَدَرَتِ الوَصِيَّةُ عَنِ المُوصِي كَانَتْ حَقّاً وَاجِباً لاَيُجُوزُ تَغْيِيرُهُ وَلاَ تَبْدِيلُهُ ، إِلاَ إِذَا كَانَتِ الوَصِيَّةُمُجَافِيةً لِلعَدْلِ ، فَمَنْ بَدَّلَ الوَصِيَّةَ - سَواءٌ أَكَانَوَصِيّاً أَوْ شَاهِداً - أَوْ حَرَّفَها فَغَيَّرَ فِي حُكْمِها وَزَادَفِيها أوْ أَنْقَصَ أَوْ كَتَمَها ، فَإِثْمُ التَّبدِيلِ يَقَعُ عَلَىالذِينَ يَقُومُونَ بِهِ ، وَيَقَعُ أَجْرُ المَيِّتِ عَلَى اللهِ ،لأَنَّهُ اطَّلَعَ عَلَى مَا أَوْصَى بِهِ المَيِّتُ ، وَعَلِمَ بِهِوَبِمَا بَدَّلَهُ المُوصَى إِلَيهِمْ . وَاللهُ سَمِيعٌ لأَقْوالِالمُبَدِّلِينَ وَالمُوصِينَ ، وَيَعْلَمُ نِيَّاتِهِمْ ، وَيُجَازِيهِمْعَلَيهَا . فَإِذا خَافَ الوَصِيُّ خُرُوجَ المُوصِي فِي وَصِيَّتِهِ عَنْنَهْجِ الشَّرْعِ وَالعَدْلِ خَطَأً أَوْ عَمْداً ، بِأَنْ زَادَ فِيحِصَّةٍ ، أَوْ أَنْقَصَ فِيها . . . وَتَنَازَعَ المُوصَى لَهُمْبِالمَالِ فِيما بَيْنَهُمْ ، : أَوْ تَنَازَعُوا مَعَ الوَرَثَةِ ،فَتَوسَّطَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْلَمُ بِذلِكَ ، وَأَصْلَحَ بِتَبْدِيلِهذا الحَيْفِ وَالجَنَفِ ، فَلا إِثْمَ عَلَيهِ فِي هذا التَّبدِيلِ ،لأَنَّهُ تَبْدِيلُ بَاطِلٍ بِحَقٍّ ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ ،وَيُثِيبُهُ عَلَى عَمَلِهِ . وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْإِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَاعَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْفِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْبَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَانَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُشَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَعَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِمَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِفَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَاوَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَأَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواأَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَوَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) }[المائدة/106-108] قِيلَ إنَّ حُكْمَ هَذِهِ الآيَةِ مَنْسُوخٌ . وَلَكِنَّ الأَكْثَرِيَّةَمُتَّفِقَةٌ عَلَى أنَّهُ مُحْكَمٌ . وَهَذِهِ الآيَةُ تَتَضَمَّنُ حُكْمَمَنْ تُوُفْيَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ -وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوْلِ الإِسْلاَمِ ، وَالنَّاسُ كُفْارٌ ، وَالأَرْضُأَرْضَ حَرْبٍ - وَكَانَ النَّاسُ يَتَوَارَثُونَ بِالوَصِيَّةِ ، ثُمَّنُسِخَتِ الوَصِيَّةُ ، وَفُرِضَتِ الفَرَائِضُ ، وَعَمِلَ النَّاسُ بِهَا. فَإِذَا ظَهَرَ أنَّ الشَّاهِدَينِ قَدْ خَانَا الأَمَانَةَ ، أَوْ غَلاَّشَيْئاً مِنَ المَالِ المُوصَى بِهِ إلَيْهِمَا ، فَلْيَقُمِ اثْنَانِمِنَ الوَرَثَةِ المُسْتَحِقِّينَ لِلْتَّرِكَةِ ، وَلْيَكُونَا مِنْأَوْلَى مَنْ يَرِثُ ذَلِكَ المَالِ ، فَيُقْسِمَانِ بِاللهِلَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ بِالقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ مِنْ شَهَادَةِالشَّاهِدَيْنِ الآخَرَيْنِ ، وَإنَّ قَوْلَنَا إنَّهُمَا خَانَا أحَقُّبِالقُبُولِ ، وَأَصَحُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا المُتَقَدِّمَةِ ، وَمَااعْتَدَيْنَا فِيمَا قُلْنَا فِيهِمَا مِنَ الخِيَانَةِ ، وَإنْ كُنَّاكَذَبْنَا عَلَيْهِما وَافْتَرَيْنَا إذَاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إنَّ رَجُلاً تُوُفِّي وَأوْصَى بِتَرْكَتِهِ إلَىذِمِّيَّيْنِ مِنْ أهْلِ الكِتَابِ ، وَلَمَّا سَلَّمَا المَالَ إلَىأَهْلِ المَيِّتِ أنْكَرَ أهْلُ المَيِّتِ ، وَرَفَعُوا أمْرَهُمْ إلىأَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ ، فَأرَادَ أبُو مُوسَى أنْ يَسْتَحْلِفَهُمَابَعْدَ صَلاةِ العَصْرِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : إنَّهُمَا لاَيُبَالِيَانِ صَلاَةَ العَصْرِ ، وَلَكِنِ اسْتَحْلَفْهُمَا بَعْدَصَلاَتِهِمَا المُقَرَّرَةٍ فِي دِينِهِمَا . وَيَقُولُ الإِمَامُ قَبْلَ أنْ يُحَلِّفَهُمَا : ( إنْ كَتَمْتُمَا أوْحَنَثْتُمَا فَضَحْتُكُمَا فِي قَوْمِكُمَا ، وَلَمْ نُجِزْ لَكُمَاشَهَادَةً ، وَعَاقَبْتُكُمَا ) ثُمَّ يُحَلِّفُهُمَا . فَإذَا قَالَالإِمَامُ لَهُمَا ذَلِكَ ، وَحَمَلَهُمَا عَلَى الحَلْفِ أمَامَ النَّاسِبِالأَيْمَانِ المُغْلَّظَةِ ، كَانَ ذَلِكَ أقْرَبَ السُّبُلِ إلى أنْيُؤَدِّيا الشَّهَادَةَ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ ( أدْنَى أنْ يَأتُوابِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا ) .كَمَا أنَّهُ قَدْ يَكُونُ الحَامِلَلَهُمَا عَلَى الإِتْيَانِ بِالشَّهَادَةِ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ ،هُوَ تَعْظِيمُ الحَلْفِ بِاللهِ ، وَمُرَاعَاةُ جَانِبِهِ وَإِجْلاَلُهُ، وَالخَوْفُ مِنَ الفَضِيحَةِ بَيْنَ النَّاسِ ، إنْ رُدَّتِ اليَمِينُعَلَى الوَرَثَةِ ، فَيَحْلِفُونَ وَيَسْتَحِقُّونَ مَا يَدَّعُونَ . (أَوْ يَخَافُوا أنْ تُرَدَّ أيْمَانٌ بَعْدَ أيْمَانِهِمْ ) .ثُمَّيَأمُرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِتَقْوَاهُ فِي جَمِيعِ أمُورِهِمْ، وَيَأمُرُهُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَبِأنْ لاَ يَحْلِفُواأيْمَاناً كَاذِبَةً .وَيَقُولُ تَعَالَى : إنَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَالفَاسِقِينَ الخَارِجِينَ عَنْ طَاعَتِهِ .أدْنَى أنْ يَأتُوابِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا - أقْرَبُ إلَى قَوْلِ الحَقِّوَالصِّدْقِ فِي الشَّهَادَةِ . |
|