Mahmoud HBK55 المدير العام
| موضوع: انتكاسة المسلمين الأمريكيين السبت 25 سبتمبر 2010, 5:26 am |
| فى الذكرى التاسعة لهجمات الحادى عشرمن سبتمبر.. يواجه المسلمون فى الولايات المتحدة انتكاسة حقيقية، وذلك معتزايد حوادث العنف والكراهية إلى الدرجة التى جعلت عددا من الجمعياتوالمنظمات الإسلامية يلغى احتفاله بعيد الفطر بسبب تزامنه مع ذكرى تلكالهجمات.
فعلى عكس ما جرى خلال الأعوام الثمانية الماضية.. وخلافا لما هو متوقع مندولة يحكمهما رئيس يحمل اسما إسلاميا، وينظر إليه على اعتباره صديقاللمسلمين وهو باراك حسين أوباما.. وإدارة بدأت ولايتها بالتوجه إلى الأمةالإسلامية بخطاب من قلب قاهرة المعز فى 4 يونيو 2009، إلى العالم الإسلامىلإزالة مشاعر عدم الثقة بين الطرفين، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيةإن وضع بعض المسلمين يبدو محفوفا بالمخاطر حاليا أكثر من أى وقت مضى منذهجمات 2001..
وتفسر الصحيفة ذلك بأن مشاعر عدم الثقة تتزايد بشكل كبير، خاصة فىالولايات التى تميل إلى الحزب الجمهورى، وهى المشاعر التى نجح الرئيسالسابق جورج بوش فى تحجيمها بعد أن أعلن من قلب أحد المساجد الأمريكية أن"الإسلام يعنى السلام.. وأن المسلمين جيراننا وأصدقاؤنا" وبعد تأكيده علىالفصل بين الإرهاب والإسلام، وعلى عكس ما كان يقوم به بوش يتولى سياسيونجمهوريون اليوم النفخ فى مشاعر الخوف والكراهية من المسلمين فى إطارالتنافس السياسى مع الحزب الديمقراطى، وذلك على خلفية بناء مركز إسلامىيدعى مسجد قرطبة فى مانهاتن بالقرب من موقع الهجوم على مركز التجارةالعالمى.
فقد أعلن الرئيس باراك اوباما وعمدة ولاية نيويورك الديمقراطى مايكلبلومبرج تأييدهما لبناء المركز فى إطار تأييدهم وقناعتهم بالحرية الدينيةالتى يكفلها الدستور الأمريكى، بل أن بلومبرج "يهودى الديانة" جدد تأكيدهعلى أن التخلى عن خطة بناء المسجد يصب فى صالح المنظمات الإرهابية ويمنحهامادة للدعاية ويضرب فكرة التسامح الدينى فى الصميم. من ناحيتهم صعدسياسيون جمهوريون من هجومهم وأكد بعضهم أن المسلمين لن يكونوا أمريكيينصالحين وأن المساجد عبارة عن واجهة للمتطرفين والجهاديين والإرهابيين.
المفارقات فى هذا الموقف كثيرة، ولكن أهمها أن ما أدى إلى انتكاسةالمسلمين، وضياع جهود الأعوام الثمانية الماضية من قبلهم للتعريق بالدينالإسلامى وتوضيح أنهم يعادون الإرهاب لم يكن بسبب هجوم إرهابى نسب إليهم..بل بسبب فكرة بناء مركز أحد أهدافه الرئيسية الحوار بين مختلف الأديان..واشتعلت موجة جديدة من المشاعر المعادية للإسلام وللمسلمين، جعلت بعضالمسلمين الأمريكيين فى حالة من الرعب أكثر مما شعروا به بعد هجمات الحادىعشر من سبتمبر بعد انتشار الشك والكره والاعتداءت على نطاق واسع، وهو مايبدو من الانتشار الجغرافى لأعمال التخريب والمضايقات، حيث تم حرق أدواتبناء مسجد فى ولاية تينيسى وفى كاليفورنيا تم إلقاء خنزير بلاستيك داخلمسجد.
وفى نيويورك نفسها التى يعارض ثلثا سكانها بناء المركز الإسلامى تعرض أحدالمساجد لإطلاق نار خلال صلاة التراويح فى ظل وجود مؤشرات عدة على زيادةمعدلات الجرائم ضد المسلمين بشكل عام، والخوف من سقوط ضحايا، خاصة بعد طعنسائق تاكسى مسلم داخل نيويورك. وبعد تهديد راعى كنسية فى فلوريدا بإحراقنسخ من القرآن فى يوم 11 سبتمبر..
والآن بعد تسع سنوات من هجمات الحادى عشر من سبتمبر يعانى المسلمون منانتكاسة حقيقية لسببين رئيسيين، أولهما وجود جماعات وقوى سياسية وعسكريةواقتصادية أمريكية لها مصلحة حقيقة فى وجود عدو مجسم أمام المواطنالأمريكى، ولم يجدوا حتى الآن بديلا عن المسلمين. وثانيهما غباء اختيارموقع بناء المركز الإسلامى الذى لم يراع مشاعر الأمريكيين وكان من الممكنتجنب كل ذلك لو تم اختيار موقع بديل، خاصة أن كل هذا العداء انطلق بمجردإعلان فكرة موقع بناء المركز.. فما الذى يمكن أن يحدث فى حال البدء فىبناء المركز و تشغيله؟.. ومتى يكف المسلمون عن إعطاء أعدائهم السلاح الذىيستخدمونه ضدهم؟. |
|