جوزيه وجهازه يتجاهلون الوضع على الرغم من أن الأهلي يظل المرشح الأول للحصول على الدوري الممتاز هذا الموسم، فإن إحصائيات الفريق وقياس اتجاهات الجماهير يؤكدان أن الفريق الأحمر يشهد تراجعا كبيرا على كافة الأصعدة. وفي استطلاع رأي أجراه وشارك فيه 21873 زائر، تمسكت نسبة 54% من المشاركين بأن اللقب مازال محسوماً للأهلي رغم كبواته، وأن المنافسة القوية هي التي أخرته عن حصد لقبه الخامس على التوالي. وبينما أبدى نسبة 30% من المشاركين شكوكهم في قدرة الفريق على الاحتفاظ بدرع الدوري العام، ظهرت الثقة على 16% فقط في أن اللقب مضمون وأن الأهلي لا يواجه أي منافسة. ولكن نسبة 16% كانت ستصبح أكبر كثيرا إذا كانت أرقام الأهلي مماثلة لما كان عليه الفريق في المواسم الماضية. فمن إجمالي 22 مباراة حقق الأهلي 13 فوزاً وهزم في ثلاث مباريات وواجه التعادل في ست منهم ثلاث تعادلات وخسارة في آخر خمس مباريات خاضها الفريق. تجاهل برتغالي وتأتي هذه التعثرات وسط "تهنئة" مانويل جوزيه لجماهير كرة القدم المصرية بـ"ارتفاع مستوى البطولة هذا الموسم والذي جعل للمسابقة طعماً مختلفاً وروحاً تنافسية أكبر" على حد وصفه. ورفض المدير الفني البرتغالي الاعتراف بتراجع مستوى فريقه، مبرراً التقارب الواضح في المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم بأن "كل الفرق الآن تلعب لتفوز، وهو سبب ارتفاع نسبة احراز الأهداف هذا الموسم". ولكن المدير الفني لبطل القرن الإفريقي تجاهل أن فريقه لم يكن أحد هذه الفرق التي تسببت في ارتفاع نسبة التهديف هذا الموسم، بل أن لقب هداف الدوري المصري ابتعد عن لاعبيه منذ الموسم الماضي لصالح علاء إبراهيم مهاجم بتروجيت وقد يخسره هذا الموسم لصالح بابا اركو مهاجم طلائع الجيش الذي يتصدر قائمة الهدافين برصيد 11 هدفا. كما أن جوزيه لن يتمكن من الوفاء بوعده السابق للجماهير بأنه سيحسم لقب الدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، خاصة بعد فشل الفريق في تحقيق الفوز في أربع مباريات متتالية. وتعادل الأهلي مع بتروجيت وبترول أسيوط واتحاد الشرطة وخسر أمام الاسماعيلي، وهو ما لم يحدث منذ موسم 91- 92، مع الإنجليزي مايكل ايفرت الذي حقق مع الاهلي واحداً من أسوأ المواسم في تاريخه. أرقام تتحطم ويعجز الأهلي هذا الموسم حتى عن معادلة الأرقام المسجلة باسمه. الفريق أنهى موسم 2005 -2006 محققاً 23 فوزاً في 26 مباراة، وتكراره للرقم نفسه في موسم 2006 -2007، ولكنه هذا الموسم لم يحقق سوي 12 فوزا في 21 مباراة ، بما يعني أن الفريق لن يعادل رقمه حتي لو فاز بكل مبارياته المقبلة. القلق يتسرب إلى الجماهير الحمراء واختتم بطل القرن الإفريقي تراجعه الهجومي الكبير بالتنازل عن لقب صاحب أفضل خط هجوم الذي احتفظ به منذ موسم 2004–2005 وحتي موسم 2006–2007، وفقده الموسم الماضي لصالح بتروجيت. وتكرر الأمر نفسه الأمر مع الأداء الدفاعي، فخلال الفترة من موسم 2005–2006 تلقت شباك الاهلي ستة أهداف فقط، وارتفعت في موسم 2006 -2007 إلي 17 هدفا، حتى بلغت في الموسم الذي تلاه 22 هدفا، متساويا مع خط دفاع طلائع الجيش. وفي الموسم الجاري تلقت شباك الأهلي 18 هدفا في 22 مباراة، بفارق هدف وحيد عن الأهداف التي الأهداف التي هزت شباك عزل المحلة القابع في المركز الـ12 والذي اهتزت شباكه بـ19 هدفا هذا الموسم. ولن يتمكن الأهلي هذا الموسم من تكرار انجازه في المواسم الأربعة الأخيرة بخطف لقب الدوري محرزاً 70 نقطة كحد أدني، حتى لو فاز بكل مبارياته المتبقية هذا الموسم. ويظهر عدم الاستقرار الفني للفريق هذا الموسم واضحاً في ارتفاع معدل أعمار لاعبي الفريق، إذ تضم نصف تشكيلة الأهلي الأساسية عناصر في أوشكت أو قاربت على تخطي الثلاثينيات أحمد حسن ومحمد بركات ووائل جمعة ومحمد أبوتريكة وشادي محمد، وأمير عبد الحميد. ورغم تعاقد الفريق مع مجموعة من اللاعبين الشباب هذا الموسم أمثال أحمد حسن فرج وحسين علي وهاني العجيزي وأحمد علي وأحمد صديق، ورمزي صالح وحسين ياسر المحمدي، والمعتز بالله اينو، فان جوزيه أصر على الاستعانه بلاعبيه القدامى وعدم الدفع بالجدد إلا في حالات الضرورة. وأشرك جوزيه رمزي صالح بسبب تراجع مستوي أمير عبد الحميد بشكل واضح، واشرك معتز اينو بسب الغيابات والإيقافات المستمرة للاعبي خط الوسط، ليطالب اغلبهم الجدد بالرحيل عن نادي القرن بحثا عن فرصة حقيقية في ناد آخر. منافسة ضعيفة ورغم هذا فان اللقب مازال قريباً من الأهلي بمساعده منافسيه الذين رغم اقترابهم في النقاط من صاحب المركز الأول، فهم لم يمثلوا تهديداً كافياً حتى الآن لخطف درع الدوري. وبدت الأمور أكثر سهولة للنادي الأهلي بعد خسارة الإسماعيلي الذي كان أقرب منافسيه على اللقب أمام بتروجيت، لتكتفي باقي أعمدة المربع الذهبي بالمنافسة فيما بينها على المركز الثاني. وتظهر خسائر الإسماعيلي السبع في 21 مباراة لتضعه في المركز الرابع برصيد 38 نقطة بفارق سبع نقاط عن المتصدر وللاسماعيلي مباراة مؤجلة. أما ناديا البترول – بتروجيت وإنبي – فتعثرا في فخ التعادلات التي وضعت تسعة منها بتروجيت في مشواره الفريق في المركز الثالث 39 نقطة، فيما سبقه إنبي في الترتيب بفارق الأهداف، بعد أن تعادل ست مرات في مشواره إلى الآن.