صحيفة: اصطحاب مبارك لنجله في قمة واشنطن دليل على كونه الخليفة المرتقبذكرت تقارير صحفية أن اصطحاب الرئيس حسني مبارك نجله جمال الى واشنطن لحضور القمة الخماسية لاطلاق المفاوضات المباشرة لتحقيق السلام يعتبر دليلا اضافيا على انه قد يكون الخليفة المرتقب لوالده.
الا ان مصادر متطابقة اعتبرت ان سيناريو التوريث تراجع مجددا، وان الرئيس مبارك (82 عاما) يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ان استطاع ذلك، بعد ان كان يدرس التنحي لمصلحة نجله جمال بعد الانتخابات التشريعية المقررة في نهاية شهر اكتوبر المقبل.
وعزت المصادر التحول في موقف الرئيس الى عدة عوامل بينها:
اولا - قدمت 'جهة سيادية' الى الرئيس تقريرا حذر من ان البلاد ربما تتجه الى انفجار في ظل استمرار تدهور الخدمات المعيشية الاساسية وخاصة المياه والكهرباء، وتفشي الفساد، بقيادة الحكومة التي يحركها جمال من وراء الستار، بينما يمسك حلفاؤه بزمام الامور فيها.
واستجاب الرئيس باصدار القرار المفاجئ بحسم الجدل لمصلحة اختيار ارض الضبعة موقعا لاول مفاعل نووي مصري رغم طمع مقربين من جمال في الاستيلاء عليها. وكذلك امهاله الحكومة ثلاثين يوما لاغلاق ملف تخصيص اراضي الدولة التي يقال ان مقربين من جمال حققوا ثروات طائلة من المتاجرة فيها.
وحذر التقرير من ان استمرار جمال مبارك وحلفائه في دفع اقتصاد البلاد بالاتجاه الليبرالي دون وجود شبكة امان للفقراء يمثل تهديدا حقيقيا لبقاء النظام، كما ان توليه الحكم سيتيح لمعارضيه الاستفادة من تدهور الاوضاع في اطلاق حركة رفض شعبية واسعة قد تصحبها اعمال عنف.
ثانيا- ان اعلان صفوت الشريف ان الرئيس مبارك هو مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقبلة ما كان ليصدر دون تعليمات مباشرة من الرئيس، وربما استهدف طمأنة المؤسسة المتربصة في اعقاب انطلاق ما سمي بالحملة الشعبية لتأييد جمال مبارك، وهي التي اغرقت شوارع القاهرة بصور جمال مبارك مرشحا للرئاسة ثم اضطرت لاضافة عبارة 'ما لم يترشح الرئيس'.
وترمي الحملة الى اقناع الرئيس بالتنحي ليفسح المجال امام جمال، وهو السيناريو الذي يضغط 'جناح البيزنس' في الحزب والحكومة للتعجيل به، وتؤيده السيدة قرينة الرئيس، بينما يعارضه رموز المؤسسة الحاكمة في اجهزة الامن والحرس القديم في الحزب.
ثالثا- اشارت تقارير صحافية مصرية الى تصاعد الخلاف بين نجلي الرئيس حول هوية المرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، اذ ابدى علاء النجل الاكبر معارضته لسيناريو التنحي المبكر لوالده واعتبر ان انتشار اللافتات المؤيدة لجمال مرشحا تنتقص من هيبة الرئيس وتسعى الى وراثته وهو على قيد الحياة.
ولاحظ مراقبون ان علاء (49 عاما) وجمال (46 عاما) حضرا بشكل منفصل مؤخرا مناسبة عزاء في القاهرة خلاف عادتهما.
كما لاحظوا ان الصراع على مستقبل الحكم ربما يمتد اعمق كثيرا من الحزب والعائلة، الى مستويات اخرى في الدولة تخشى ان تفقد امتيازاتها في ظل ما قد تشهده فترة ما بعد مبارك من فوضى وصراعات.
ورجحت المصادر ان النظام قرر ان يمسك بالعصا من الوسط بالاحتشاد وراء مبارك مرشحا للرئاسة، والسماح باستمرار حملات ترشيح جمال كـ'مرشح احتياطي' لكن دون ان يعني هذا انه سيكون الرئيس المقبل بينما تسعى الاطراف الفاعلة في النظام الى اقتراح صيغة توافقية للحكم بعد الرئيس مبارك، تجنبا لوقوع البلاد في صراع على السلطة، باختيار شخصية من المؤسسة لخوض الانتخابات.
واشارت المصادر الى ان النظام تعاقد مؤخرا مع شركة علاقات عامة بريطانية تدعى 'بيل بوتينجر' لتحسين صورته دوليا، بعد انتشار تقارير لمنظمات دولية اكدت تراجع مكانة مصر المتسارعة في قوائم الشفافية (105) وحريات التعبير (135) ومستوى المعيشة (74).