مايوه الحياة الشخصية وعلاقته بالديمقراطية أولا وقبل كل شيء، كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد الفطر المبارك،لكن بالتأكيد التهنئة اللي وصلت الدكتور محمد البرادعي ماكانتش لطيفةبالمرة؛ لأنها كانت متغمّسة بصور لابنته بالمايوه.. نقطة ومن أول السطروشوف معايا اللي حصل.
اللي حصل إن الدكتور البرادعي استيقظ في صباح أحد الأيام ليجد شخصا مجهولايدّعي أنه فتاة وصديقة شخصية لابنته، قامت بعمل حساب مخصوص على موقع فيسبوك عرضت من خلاله صورا شخصية جداً لابنته مرتدية فيها المايوه بصحبة شخصآخر تظهر معه في صورة أخرى، وكما لو كانوا أثناء إتمام مراسم زواج.
أيون اللي سمعته مظبوط.. بالمايوه.. صور عائلية جداً لابنة الدكتورالبرادعي، كتير من الناس كان عندهم أمل إن الصور تكون مجرد صور مفبركة،وينتهي الأمر عند هذا الحد، ولكن للأسف ثبتت صحة الصور، وثبت أيضاً أنهالم تكن صورا التقطت خلسة، بل كانت صورا عائلية جداً، ملتقطة من طرف قريبمنها بشكل أو بآخر.
هذه الفتاة المزعومة قالت -حسب ما أشارت مصادر إخبارية مختلفة- إنها نشرتهذه الصور حتى تثبت أن أسرة البرادعي هي أسرة علمانية، وليست متدينةبالمرة كما حاول البرادعي أن يوحي بذلك بعد تحالفه مع جماعة الإخوانالمسلمين.
على أية حال فإن البرادعي لم يكن أول أو آخر شخص يتم التشهير بحياتهالشخصية في إطار الحرب السياسية ضده، فالنماذج كثيرة وأكثر من أن يتمعدّها، منها على سبيل المثال لا الحصر:• الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كان واحداً من أكثر السياسيينتعرّضاً لمقصلة التشهير بالحياة الشخصية، عندما انكشفت علاقته بمتدرّبةالبيت الأبيض مونيكا لوينسكي، وهو ما أحدث عاصفة مدوّية داخل أركان البيتالأبيض، اهتزّت خلالها مكانة الرئيس وثار ضده الرأي العام أجمع.
• رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني هو الآخر تم التشهير بحياتهالشخصية من خلال عرض الصحافة صوراً لنساء داخل حديقة فيلته، ووصفبيرلسكوني هذه الصور بأنها "بريئة"، ووصف نشرها بالاعتداء على خصوصيته.
• إليوت سبيتزر -حاكم ولاية نيويورك- هو الآخر اضطر إلى تقديم استقالته من منصبه بعد أن ثبت تورطه في فضيحة أخلاقية.
صور ابنة البرادعي انتشرت وستنتشر غيرها لآخرين دون شك
كلّمني حتى أراك
ولو دقّقنا النظر سوف نجد أن أي صور شخصية عندما يتم تسريبها يكون الهدفمنها ضرب هذه الشخصية السياسية -موضوع الصور- في مقتل.. والمقتل هنا هوعِرْضه وشرفه سواء كانت صورا له أو لابنته.
عموماً صور ابنة البرادعي انتشرت وستنتشر غيرها لآخرين دون شك.. إنت بقى..أخاطبك أنت أيها المواطن المحايد حياد المياه.. هل تتأثر نظرتك عندماتشاهد صورا خاصة بالحياة الشخصية لشخصية عامة تقدّرها؟ وأنا هنا أتكلم عننظرتك له سياسيا، نظرتك له كسياسي وليس كإنسان عادي.
وإذا كانت إجابتك بالإثبات فخليني أسألك سؤال.. تعمل إيه لو مديرك فيالعمل طلب منك إنك تسيب الشغل؛ لأنه شاف زوجتك بلبس مش محتشم -من وجهةنظره- وقتها ستردّ عليه بكل ما أوتيت من نرفزة وعصبية وغضب قائلا: ديحياتي الشخصية ومالكش الحق إنك تتدخل فيها، ومقياسي هنا شغلي وبس.
ربط السياسة بالمايوه.. عدْل ولا ظلموه؟!
إيه رأيك لو طبّقنا نفس المبدأ اللي اتفقنا عليه فوق مع الشخصيات العامة؟،فمعروف إن من حق أي شخص أن تكون له مساحته العامة -حيث يمكن لأي شخص أنينتقد تفاصيلها كما شاء- ومساحته الخاصة -والتي لا يسمح لأحد أن يقتربمنها- حلو أوي، ومن الواضح -لا ده أكيد واضح- إن الصور العائلية دائما صورخاصة التقطت في لحظات عائلية بعيدة عن أعين الصحافة أو الإعلام، وعليه فهيتدخل في نطاق مساحة الإنسان الخاصة اللي أنت بتتعرض ليها مع إنك لسه مزعقمع مديرك لما عمل زيك بالظبط دلوقتي حالاً.
قارئ غاضب:
اسمح لي يعني يا سيد يا محترم، هو أنت ما وصلش لفكركقبل كده إن الحاجات دي (المايوه يعني وما على شاكلته) إنما هي مؤشراتللخلفية الفكرية؟، والخلفية الفكرية بتؤثر في القرارات السياسية والقراراتالسياسية بتأثر على حياتنا؟، عرفت بقى علاقة المايوه بالسياسة، شفت بقى إنالصور من النوعية دي تُعتبر مساحة تداخل بين حياته العامة وحياته الخاصة،شكلك مش فاهم مع إن شكلك كاتب ومثقف، عموما أشرح لك.. :
ارتداء ابنة الدكتور البرادعي للمايوه يعني أنه ينطلق من خلفيةليبرالية متحررة جداً، وكونه رجلا ليبراليا متحررا فستكون قراراته -في حالوصل للسلطة- ليبرالية مثله، ونحن في مجتمع محافظ ومتدين، نحن في بلدالأزهر، مصر.. يعني مشكاة الإسلام ولا مش واخد بالك ولا مؤاخذة؟!! كلينتون كان واحداً من أكثر السياسيين تعرّضاً لمقصلة التشهير بالحياة الشخصية
القدوة التفصيل
عزيزي القارئ الغاضب نفسه.. ماذا لو حاولت جاهداً الآن أن تذكر لي شخصاًواحداً فقط من الشخصيات العامة يكون لديك علم بحياته الشخصية، بالطبع ستجدأن معلوماتك في هذه النقطة صفر مدوّر!، وإذا علمت هذه التفاصيل الشخصيةالخاصة به، ستجد ليبراليين متحررين يحافظون على صلواتهم وشعائرهم وأكثرتديناً من غيرهم، وستجد متدينين أكثر ليبرالية من أي شخص في العالم،وبالتالي سنصل إلى استنتاج منطقي وهو أنك من المحال أن تغيّر نظرتك تجاهأي شخصية سياسية مثل البرادعي لو لم تكن ظهرت لها صور على السطح، بالضبطكما هي الحال مع تلك الشخصيات التي تفضّلها وتحبها وتعتبرها مُثُلك العليا.