حريق الكرمل يدمر قري إسرائيلية بالكامل القدس المحتلة ـ وكالات الأنباء:
أعلن مسئولون إسرائيليون مساء أمس أن إخماد حرائق جبل الكرمل سيستغرق أسبوعا, مشيرين إلي أن عدد ضحايا الحريق الذي اندلع الخميس
ارتفع إلي43 قتيلا وعشرات الجرحي و20 ألف مشرد كما أحرق نحو40 ألف دونم أشجار وأحياء سكنية وقري تعاونية بأكملها ودمر أكثر من40 منزلا في قريتي عين هو ونيرعتصيون.
يأتي ذلك في وقت تضاربت فيه الروايات الإسرائيلية أمس بشأن أسباب أكبر حريق في تاريخ إسرائيل, ففيما قال متحدث أمني إن فريق التحقيقات المشترك في الشمال أرجع السبب إلي الإهمال من سكان المنطقة.. أثارت الحرائق التي اندلعت في منطقة الجبل والنقب شكوك قيادات إسرائيل حول هجمة جديدة تتعرض لها الدولة العبرية علي يد أطراف أجنبية سعت إلي حرب النار التي لم تكن إسرائيل مستعدة لها.
ونقلت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية عن مسئولي الاطفاء قولهم في مؤتمر صحفي في مركز القيادة في حيفا إن طائرات مكافحةالحرائق التي تجوب إسرائيل حاليا لإخماد الحرائق يمكنها العمل أثناء النهار فقط, في حين تعمل الرياح الشديدة ليلا علي زيادة معدلات انتشار النيران وانتقالها إلي أماكن أخري.
وأضافوا أن الطائرات من إسرائيل ومختلف أنحاء العالم جابت سماء منطقة الكرمل في محاولة جديدة لاحتواء النيران المستعرة منذ الخميس وأدت إلي تدمير الغابات والمنازل.
وأوضحوا أن نطاق النيران اتسع ليصل إلي منازل في مناطق عين هود وموشاف نيرعتصيون, الامر الذي دفع السلطات إلي إخلاء سكان تلك المناطق من منازلهم.
وفي تطور آخر, اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مساء أمس شقيقين قاصرين من سكان قرية عسفيا للاشتباه فيهما بالتسبب في الحريق الهائل ـ عن طريق الإهمال ـ الذي اندلع في منطقة حيفا والكرمل الخميس وما زال مستمرا.
وقد أثارت حرائق إضافية اندلعت بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وفي مدينة القدس المحتلة شكوك القيادات الاسرائيلية التي رمزت باستحياء خلال اليومين الماضيين إلي إمكانية وجود هجمة مخططة وممنهجة لإشعال النار في مناطق إسرائيلية مختلفة.
وقال الموقع الالكتروني لصحيفة يدعوت أحرنوت يرقب الجيش الإسرائيلي من بعيد الحريق الذي اشتعل في منطقة الحدود خشية وصوله إلي عدة مستوطنات قريبة للغاية.
وفي القدس اندلع حريق في منطقة( غابة القدس).. حيث عملت ثلاثة طواقم إطفاء علي إخماده والسيطرة عليه وجاء ذلك متزامنا مع انشغال القوات الاسرائيلية والأجنبية بإخماد حريق الكرمل شمال اسرائيل.
وطالب رئيس هيئة العمليات في الشرطة الاسرائيلية الميجور جنرال نسيم مور بتعزيز وحدات الشرطة في اللواء الشمالي.
وذكر راديو( إسرائيل) أمس أن المسئول بالشرطة دعا الصندوق القومي اليهودي( هاكيرين هاكاييميت) إلي تعزيز الحراسة في أبراج المراقبة في الأحراش وذلك من أجل اكتشاف أي حريق أو محاولة لإضرام النار بصورة متعمدة.
في الوقت نفسه, تعقد الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية اليوم في منطقة الكرمل شمال اسرائيل تضامنا مع سكان المنطقة المنكوبين جراء الحريق الهائل المندلع حتي اللحظة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن الوزراء سيناقشون خلال الجلسة الخاصة مسألة تعويض منكوبي حريق تلال الكرمل وتبني خطة لاعادة اعمار وترميم المنطقة التي دمرها الحريق.
وقال الناطق بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه من المتوقع أن يتخذ مجلس الوزراء قرارا ينص علي أن تعوض الدولة المتضررين والضحايا عن الأضرار التي لن تعوض عنها شركات التأمين المختلفة.
وكانت وزارة الطوارئ الروسية قد أرسلت, بإيعاز من الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف, طائرة أخري من طراز إيل-76 إلي إسرائيل لتساعد في إخماد الحرائق.
وقد تلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) بمقر إقامته بالعاصمة الأردنية( عمان) اتصالا هاتفيا أمس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو, عبر فيه الأخير عن امتنانه لمساعدة رجال الإطفاء الفلسطينيين في إخماد الحرائق المشتعلة منذ الخميس في جبال الكرمل.