ليس من المألوف أن يدَعي لاعب كرة قدم من فيجي بأنه صاحب رقم قياسي عالمي في اللعبة الأكثر شعبية في العالم، بيد أن أوسيا فاكاتاليسو المولود في هذه الدولة التي تقع في المحيط الهادئ يستطيع أن يتبجح بهذا الأمر. فقد توج هدافاً في تصفيات كأس العالم 2010 FIFA بتسجيله 12 هدفاً بالتساوي مع هداف منتخب بوركينا فاسو موموني داجانو.
حملت صافرة النهاية في مونتيفيديو الأسبوع الماضي معها اسم أوروجواي كالمنتخب الثاني والثلاثين والأخير الذي بلغ جنوب أفريقيا 2010، وذلك بعد مرور أكثر من 800 يوماً على انطلاق هذه التصفيات، وقد نال قائد ولاعب وسط منتخب كاليدونيا الجديدة بيار وايوكا شرف تسجيل أول هدف في التصفيات المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010، عندما انبرى بنجاح لركلة جزاء في الدقيقة التاسعة من مباراة منتخب بلاده ضد تاهيتي في أغسطس/آب عام 2007.
شاركت 200 دولة في التصفيات التمهيدية لكأس العالم FIFA وسجلت 2344 هدفاً في 853 مباراة. ونجح فاكاتاليسو وداجانو في تصدر ترتيب الهدافين حيث سجل الأول أهدافه الإثني عشر في 10 مباريات، والثاني في 12 مباراة.
كرة القدم تسري في العروق
يمكن القول إن عشق كرة القدم يسري في عروق عائلة فاكاتاليسو، فشقيقه بيني فينو كان قائد منتخب فيجي في تصفيات جنوب أفريقيا 2010، في حين إن قريبه ايسالا ماسي يعتبر أشهر لاعب من فيجي انتقل إلى الخارج وتحديداً إلى أستراليا. ولما كان ماسي أفضل هداف في تاريخ بلاده، فلم يكن غريباً بالتالي أن يتمتع فاكاتاليسو بفعالية كبيرة أمام المرمى.
ما كان مفاجئاً لفاكاتاليسو الذي كان يحلم منتخب بلاده بتحقيق حلم بلوغ جنوب أفريقيا، أن عدد الأهداف التي سجلها منحه جائزة غير منتظرة وقال ابن منطقة با التي تعشق كرة القدم في فيجي "لقد صدمت عندما سمعت بالنبأ، وقد طلبت مني والدتي الذهاب لشراء الصحيفة، وعندما قرأت النبأ صعقت تماماً". على الرغم من الرضا الذاتي الذي يجعل فاكاتاليسو "سعيداً وفخوراً" على حد قوله ، فإن هذا المهاجم الفارع الطول (92ر1 م) يشعر بخيبة أمل لعدم نجاح فريقه في بلوغ نهائيات كأس العالم FIFA، وقال "كنت أحلم بالتأهل إلى كأس العالم خصوصاً بأن المنتخب الأسترالي لم يعد يشارك في التصفيات، لكننا لم نكن محظوظين". وقد خرج المنتخب الفيجي في الدور الحاسم بعد حلوله ثالثاً وراء نيوزيلندا وكاليدونيا الجيدة.
شكل فاكاتاليسو ثنائياً خطيراً مع المهاجم الصاعد روي كريشنا الذي نجح بدوره في تسجيل ستة أهداف لينهي التصفيات في المركز الخامس في تصفيات قارة أوقيانوسيا. يتمتع كريشنا بسرعة كبيرة وكان مكملاً لفاكاتاليسو الذي سجل هدفي منتخب بلاده في مرمى نيوزيلندا. اعتبر فاكاتاليسو تلك المباراة، الأخيرة في التصفيات، بأنها كانت الأفضل لأنها أثبتت فعالية الشراكة مع كريشنا والتي تعد بقدرات كبيرة في المستقبل.
ملك أفريقيا
وتساوى مهاجم بوركينا فاسو موموني داجانو مع فاكاتاليسو في صدارة ترتيب الهدافين، وقد ساهمت أهدافه في احتلال منتخب بلاده المركز الثاني وراء كوت ديفوار وبلوغه نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقررة CAF في أنجولا مطلع العام المقبل. تفوق داجانو على أسطورة الكاميرون صامويل ايتو الذي سجل تسعة أهداف لمنتخب "الأسود الغير مروضة"، في حين سجل كل من المالي فريديريك كانوتي ورزاق اوموتويوسي من بنين 8 أهداف لكل منهما.
ويلعب داجانو حالياً في صفوف نادي الخور القطري، لكن سبق له أن خاض تجربتين في بلجيكا وفرنسا وقد أكد بأنه يتطلع إلى الحصول على فرصة جديدة للعب في أوروبا وقال في هذا الصدد "أنا سعيد جداً لتصدر ترتيب الهدافين متفوقاً على مهاجمين من الطراز الدولي في القارة الأفريقية. طموحي أن ألعب يوماً ما في إنجلترا لأن أسلوب الكرة يناسبني. آمل أن تمنحني كأس الأمم الأفريقية هذه الفرصة".
وجاء المهاجم التشيلي هومبرتو سوازو والهداف اليوناني ثيوفانيس جيكاس في المركز التالي وسجل كل منهما 10 أهداف خلال حملة منتخبيهما الناجحة نحو بلوغ جنوب أفريقيا 2010. تقدم المهاجم اليوناني على الإنجليزي واين روني والبوسني ادين دزيكو وكلاهما سجل 9 أهداف، أما سوازو فتقدم على المهاجم البرازيلي لويس فابيانو الذي سجل 9 أهداف، وعلى البوليفي خواكين بوتيرو الذي زار الشباك ثماني مرات بينها ثلاثة مرات في المباراة التي انتهت بفوز تاريخي لمنتخب بلاده على الأرجنتين 6-1.
وفي القارة الآسيوية، توج التايلاندي سارايوت شايكامدي والأوزبكي الأسطورة ماكسيم شاتسكيخ هدافين برصيد 8 أهداف لكل منهما، متقدمين على الكويتي أحمد العزمي ولاعب الوسط الإماراتي الخارق إسماعيل مطر الذي سجل كل منهما ستة أهداف. وأخيراً، وفي تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي، أنهى مهاجم سلفادور روديس كوراليس التصفيات في صدارة ترتيب الهدافين وله 8 أهداف متقدماً بفارق هدف واحد عن مهاجم هندوراس كارلوس بافون والجامايكي لوتون شيلتون.