رونالد كومان هو أحد أساطير الكرة الهولندية والأوروبية، وكان يمثل الركن الأساسي في منتخب الكرة الجميلة الذي قدمته هولندا للعالم في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، كما سجل حضورا رائعا على مستوى الأندية التي لعب لها سواء في هولندا أو عقب التحاقه بالعملاق الكتالوني "برشلونه"، حيث بدأ رونالد مسيرته الإحترافية في عام 1980 مع غرونينغين، و استمر معه 3 سنوات، حيث شارك في 89 مباراة و سجل 33 هدف، و في عام 1983 إنتقل إلى أمستردام، و لعب له 64 مباراة و سجل 23 هدف، و في عام 1986 إنتقل إلى بي أس في آيندهوفن، و لعب معه حتى عام 1989 ، و شارك في 98 مباراة و سجل 51 هدف ، و في عام 1989 إنتقل إلى برشلونة ، و قادهم إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم في عام 1992 ، حيث شارك في 191 مباراة سجل خلالها 67 هدف ، و في عام 1995 إنتقل إلى نادي فيينورد، و لعب 61 مباراة و سجل 19 هدف و أعتزل كرة القدم في عام 1997. و على المستوى الدولي لعب لمنتخب هولندا منذ عام 1983 و حتى عام 1994 ، و شارك في 80 مباراة دولية و سجل 14 هدف ، و أبرز إنجازاته مع المنتخب هو الفوز بكأس الأمم الأوروبية 1988.
وبعد ذلك بدأ مسيرته في عالم التدريب وهي المسيرة التي لم يكتب لها نجاح ملموس حتى الآن لكثرة تنقلاته واقالته من تدريب الأندية التي عمل بها، وكانت البداية في موسم 2000 حيث عمل مدربا لنادي فيتيس أرنيهم ، و في موسم 2001/2002 عين مدربا لنادي أياكس أمستردام ، و لكنه أقيل في عام 2005 ، و في موسم 2005/2006 أصبح مدربا لنادي بنفيكا ، و لكنه أقيل و عاد إلى هولندا ليدرب نادي بي أس في آيندهوفن، ثم تولى تدريب فالنسيا الأسباني موسم 2007-2008 وتمت اقالته ايضا قبل انتهاء الموسم .
هذه المسيرة الحافلة للنجم الهولندي انعكست على ثراء ومنطقية اختياراته لقائمة منتخب نجوم العالم من كل العصور ....
- حارس المرمى (هانز فان بروكلين) قضيت 3 سنوات معه في فريق بي اس في ايندهوفن كما تشاركنا في الكثر من المباريات الدولية مع المنتخب الهولندي، واعلم أن الجماهير الأوروبية أصيبت بالدهشة حينما شاهدوا هذه الحارس العملاق يخرج من ناد مثل نوتنجهام فورست ليفوز ببطولة أوروبا مع ايندهوفن، وبطولة أوروبا مع المنتخب الهولندي، فقد كان حارس عملاق قوي البنية متوقد الذهن ولذلك كان يخشاه أي مهاجم ويشعر أمامه بصعوبة المهمة وإحراز الأهدافالمدافع الأيمن (ايريك جريتس) وهو لاعب آخر رافقني في رحلتي مع ايندهوفن، ومن وجهة نظري كان من أفضل المدافعين الذين يمتلكون قدرات هجومية فضلا عن قدراته الدفاعية، ورغم ذلك لم يحصل على الشهرة والمكانية التي يستحقها والتي تضاهي مواهبة الكبيرة، وهكذا هي كرة القدم لا تعطي الأضواء للجميع، فهذا اللاعب كان مدافع صلد وفي الوقت ذاته يستطيع أن يلعب كمهاج ولاعب وسك بنفس الكفاءة.
- قلب الدفاع (فرانكو باريزي) هو علامة الجودة في مركز قلب الدفاع، ورغم تفوق الطليان في هذا المركز وخروج الكثير من الأساطير في هذا المكان إلا أن باريزي كان أكثرهم تميزا، ولم يكن بمقدور أحد أن يمنعه من الحصول على الكرة حينما يريد ذلك، مهما بلغت قدرات المهاجم الذي يقوم باريزي بالضغط عليه، ويكفي أنه استمر في الملاعب لفترات طويلة ولم يفقد بريقه وتوهجه رغم ذلك، بل يستحق في نهاية المطاف على لقب أفضل لاعب مدافع في تاريخ كرة القدم (من وجهة نظري)
- قلب الدفاع (رونالد كومان) اسمحوا لي ألا أضيع الفرصة على نفسي بعدم التواجد مع هذه الكوكبة الرائعة من النجوم، ولن يكون بمقدوري أن أتحدث عن امكاناتي أو تاريخي، ولكن هناك جزئية واحدة أرغب في أن يعرفها الجميع، وهي أنني كنت أجيد إرسال الكرات العالية والطولية للمهاجمين، وأعتقد أن أي مهاجم يتمنى وجود مدافع لديه القدرة على تمويله بهذه النوعية من التمريرات المتقنة .
- مدافع أيسر (باولو مالديني) لا يوجد لاعب مثله في تاريخ كرة القدم في مركز المدافع الأيسر، تلك هي الحقيقة التي يعلمها كثر من عشاق كرة القدم والعاملين فيها، فهو يمتلك نفس الكفاءة في القدم اليمنى واليسرى وتلك خاصية لا تتوافر إلا للقليل من اللاعبين، ولا ننسى قدراته الهجومية اللافتة، ولن أنسى تلك الليلة التي شهدت مباراة الميلان والبارشا في نهائي دوري الأبطال عام 1994 حينما لعب في مركز قلب الدفاع، وذلك لايقاف باريزي وكوستاكورتا، وفوجئ الجميع بمالديني يؤدي بشكل رائع وكأنه لم يلعب سوى في هذا المركز طيلة مشواره الكروي الحافل .
- لاعب الوسط (جوزيب غوارديولا) هو أمهر صانع العاب رأيته، ومعظم هجمات برشلونة تأتي عن طريقه، وكانت لديه دراية مذهلة بما يحدث حوله على أرض الملعب من التحركات وأساليب أداء من جانب فريقه والفرق المنافسة، وبالطبع كان يمتلك قدرات خاصة في التمرير، أتصور أن برشلونة من دون هذا اللاعب لم يكن ليحقق الكثير .
- لاعب الوسط (فرانك ريكارد) كانت خطوة انتقاله للميلان عام 1988 هي نقطة التجول الأبرز في مسيرته، فقد كان يمتلك الموهبة اللافتة ولكن اريجو ساكي تمك من صقل مواهبة ومنحه مفاتيح الشراسة في الأداء والقدرة على الاحتفاظ بالكرة، ثم تطور الأداء بعد ذلك ليصبح لاعب يمتلك قدرات تهديفية كذلك، ومن وجهة نظري فإن دونجا وديساييه وكين وفييرا أفضل نجوم وسط الميدان في تاريخ كرة القدم، ولكن يظل ريكارد أفضل لاعب وسط يستطيع الاحتفاظ بالكرة .
- جناح أيمن (رود خوليت) في نهاية الثمانينات أصبح العالم مشغولا بمقارنة رود خوليت مع مارادونا ومن منهما يستحق لقب أفضل لاعب في العالم، وجميعنا يتذكر كم كان رود خوليت أحد أفضل لاعبي العالم في وسط الميدان، ويكفي أنه أجاد على دائرة المنتصف ومركز الجناح الأيمن والجناح الأيسر وخلف رأس الحربة، ولم يقف في طريق هذه الموهبة الكبيرة سوى الإصابات التي منعته من صدارة لاعبي العالم.
- صانع ألعاب (مايكل لاودروب) هو أمهر لاعب والأكثر الأناقة من بين كل النجوم الذين لعبت معهم، قليلون هم من يستطيعون الإحتفاظ بالكرة والمرور بها مثلما كان يفعل مايكل، وكانت لدية قدرات خاصة في التحكم في نسق ورتم لمباريات، ودائما يخرج في لحظة معينة ليصنع الفارق للفريق الذي يلعب له، ولو تمكن من إحراز المزيد من الأهداف لكان التاريخ ذكره من بين أعظم 10 لاعبين في تاريخ كرة القدم .
- جناح أيسر (خريستو ستويشكوف) انه من القلائل الذين أعطوا القدم اليسرى كل هذا البريق، فقد أثبت أن القدم اليسرى تستطيع أن تفعل الكثير، متوهج ومتحمس دائمًا، يجيد الأداء في الجناح الأيسر وفي منتصف الملعب وفي الهجوم كذلك وبنفس الدرجة من الإمتاع، وقد تمكن مع روماريو ولاودروب أن يضيفوا الشيئ الكثير لتاريخ البارشا، كما قدم الكثير لمنتخب بلغاريا وصنع معه تاريخ مشرف للكرة البلغارية .
- مهاجم (ماركو فان باستن) الإصابة حرمته من المضي قدمًا في طريقة لصدارة مهاجمي العالم، ولسوء الحظ داهمته تلك الإصابة في قمة التوهج والعطاء، لا أريد التحدث كثيراً حول عبقريته الهجومية وقدراته التهديفية، وأعلم أن الجميع يتذكرون الهدف الذي لا يصدق الذي أحرزه في الإتحاد السوفيتي في أمم أوروبا 1988 ، وربما لا يعلم هؤلاء أنه فان باستن سجل أهداف أكثر روعة وأكثر تأثيرا من هذا الهدف سواء مع أياكس أو ايه سي ميلان .
- المدرب (يوهان كرويف) تدربت مع عدد كبير من المدربين العظماء، مثل جوس هيدينك ورينوس ميشيل، ولكن كرويف له مكانة خاصة بالنسبة لي، لديه قدرة خاصة على تصدير روح الفوز في نفوس اللاعبين، ودائمًا يطلب المزيد من اللاعب، ولم يكتفي بتحقيق الإنتصارات وحصد البطولات، بل كان يحفز الفريق لفعل ذلك بشكل جميل وبأخلاقيات رفيعة وهو نمط لا وجود له إلا في مدرسة يوهان كرويف.
- مقاعد البدلاء... روماريو للهجوم – جيرالد فاننبرغ جناح أيمن – جوزيه ماريا باكيرو لاعب وسط مهاجم – أندوني زوبيزاريتا لحراسة المرمى – سورين ليبربي لوسط الملعب