يقف كل من برشلونة الإسباني بطل أوروبا واستوديانتيس دي لا بلاتا بطل
كأس ليبرتادوريس على عتبة كتابة التاريخ، عندما يلتقيان السبت ، على ملعب
مدينة زايد الرياضية في المباراة النهائية لبطولة العالم للأندية التي
تستضيفها أبوظبي.
ويسعى الفريق الكتالوني إلى تحقيق سداسية نادرة في موسم واحد واحراز
اللقب الوحيد الذي لم يدخل خزائنه، في حين يأمل استوديانتيس بأن يكرر
انجازه في هذه البطولة بعد 41 عاماً من فوزه بالكأس القارية متغلباً على
مانشستر يونايتد عام 1968.
وخاض برشلونة موسماً استثنائياً بجميع المقاييس ، وبعد ان توج بثلاثية
نادرة في موسم واحد هي دوري أبطال أوروبا والكأس والدوري المحليان ، اضاف
إليها الكأس السوبر الإسبانية والكأس السوبر الأوروبية.
وسيكون على عاتق برشلونة أيضا معادلة عدد الالقاب التي أحرزتها
الأندية الأمريكية الجنوبية منذ انطلاق البطولة بنظامها الجديد اعتباراً
من عام 2000، حيث فاز بنسخاتها الثلاثة الأولى فرق برازيلية هي كورينثيانز
وساو باولو وانترناسيونال أعوام 2000 و2005 و2006، قبل ان تنتقل السيطرة
الى الفرق الأوروبية في النسختين الأخيرتين حيث فاز بها ميلان الإيطالي
عام 2007، ثم مانشستر يونايتد الانجليزي العام الماضي.
ونظراً لأهمية المباراة بالنسبة إلى برشلونة فقد وصفها رئيس النادي
الكتالوني خوان لابورتا بانهما "أم المباريات" في تاريخ ناديه الذي أبصر
النور قبل 110 سنوات.
وقال لابورتا "نمر في أهم لحظات في تاريخ النادي وأنا واثق بأن قوة روح الفريق الذي يتميز بها برشلونة ستمنحنا الفوز".
وبلغ برشلونة المباراة النهائية بفوزه على اتلانتي المكسيكي 3-1 على
الرغم من تخلفه مبكراً أمام منافسه، وقال لابورتا عن تلك المباراة
"باستثناء الهدف المبكر الذي دخل مرمانا، فإننا سيطرنا على مجريات
المباراة تماما ونجحنا في تسجيل 3 أهداف وكان باستطاعتنا ان نرفع الغلة في
اواخر المباراة".
وأغلب الظن بأن "بطل أوروبا" سيخوض النهائي في غياب لاعب وسطع المتألق
اندريس اينيستا الذي اصيب خلال المباراة ضد اتلانتي وقد يغيب حتى نهاية
العام الحالي. وخرج اينيستا في الدقيقة 75 من المباراة ليحل بدلا منه
بويان كركيتش ، وأظهرت الفحوص الأولية انه تعرض لاصابة في فخذه الأيسر.
بيد أن البديل جاهز في شخص سيرجيو بوسكيتس صاحب أحد الاهداف الثلاثة في
مرمى اتلانتي والذي بدأ يفرض نفسه في التشكيلة الاساسية في الموسمين
الاخيرين.
وسيشارك النجم الارجنتيني ليونيل ميسي اساسيا هذه المرة بعد ان نزل
احتياطيا في الشوط الثاني ضد اتلانتي ونجح في تسجيل الهدف الثاني لفريقه
من اللمسة الاولى.
في المقابل اعتبر مهاجم برشلونة المتألق السويدي زلاتان ابراموفيتش أن
المشاركة في هذه البطولة هي خير تعويض له جراء فشل منتخب بلاده في بلوغ
نهائيات كأس العالم الصيف المقبل في جنوب افريقيا، وقال "انها اول بطولة
عالمية اشارك فيها في صفوف برشلونة وأريد أن أتوج بلقبها لكي أعوض نوعا ما
خيبة الامل لعدم تأهل منتخب بلادي الى مونديال جنوب افريقيا".
وتابع "الفوز على اتلانتي لم يكن سوى الخطوة الأولى نحو اللقب، لكن
المباراة ضد استوديانتيس لن تكون نزهة لان الأخير صعب المراس وخبير
وبالتالي لا يمكن الاستهانة به".
وختم "نملك فريقا قويا جدا، لكن هذا الأمر وحده لا يكفي ، فاذا ما قمنا
بالتضحيات الكبيرة من أجل بعضنا بعضاً على ارض الملعب ومن أجل مصلحة
الفريق فلا نستطيع الفوز".
في المقابل اعتبر مدرب الفريق الشاب بيب جواردويلا أن فريقه يريد ان
ينهي العام في القمة ، مشيراً إلى أن برشلونة سيبذل قصارى جهده للفوز
باللقب المونديالي ، قائلاً في هذا الصدد "خسرنا نهائي كأس العالم للأندية
مرتين امام ساو باولو عام 1992، وأمام انترناسيونال عام 2006، وامل ان
تكون الثالثة ثابتة ونرفع الكأس المرموقة في سماء ابوظبي هذه المرة".
في الجهة المقابلة، اكد رئيس استوديانتيس روبن ماتياس بأن فريقه قادر
على تكرار انجاز عام 1968 عندما رفع الكأس القارية "انتركونتيننتال" كما
كان يطلق على المسابقة في تلك الفترة، وإلحاق الهزيمة ببرشلونة مع اعترافه
بصعوبة مهمة فريقه.
وقال ماتياس "بالطبع ليس من السهل مواجهة برشلونة وكوكبة النجوم التي يضمها، لكننا بدورنا نملك فريقا قويا".
واضاف "المهم هو الفوز واذا قدر لنا ذلك، فانه سيكون ابرز انجاز يحققه
الفريق منذ 40 عاما" في اشارة الى فوزه على مانشستر يونايتد عام 1968.
وكشف "سنخوض المباراة من اجل الفوز، وليس من اجل تقديم الهدايا، انا واثق من قدرة فريقي على تقديم مستوى رائع في مواجهة برشلونة".
وستكون المواجهة مثيرة بين جيلين يمثل الاول المخضرم خوان سيباستيان
فيرون صانع العاب استوديانتيس البالغ من العمر 34 عاماً، والثاني مواطنه
وزميله في صفوف المنتخب ليونيل ميسي البالغ من العمر 22 عاماً افضل لاعب
في العالم حاليا.