عندما تسمع أو تقرأ كلمات جوسيبي جوارديولا المدير الفني لبرشلونة قبل
أي مباراة أو تعليقاً على أي مواجهة للبارسا تعرف أن هذا النادي سيظل يحقق
النجاحات ليس بفضل لاعبيه الكبار فقط ولكن أيضاً بفضل العقلية التي تحكمه
فنياً.
جوسيبي جوارديولا شخص متواضع للغاية عندما يتحدث عن المنافس أياً كان
هذا المنافس ريال مدريد الذي يضم كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا أو
أطلنطي المكسيكي الذي يحتل المركز التاسع في الدوري المكسيكي.
بيب يمتلك القدرة على تحفيز لاعبيه وانتقادهم ونيل ما يريد منهم في أي
مباراة بالحجم الذي يرغبه ويريده ولا يقف أمامه أي عائق فني إلا ويجد الحل
له على الفور.
المدرب الشاب للبارسا ليس ساحراً لكنه يفهم كيف يتعامل مع البشر هؤلاء
النجوم ليونيل ميسي وتشابي هيرنانديز وزلاتان إبراموفيتش وأندريس إنيستا،
يعرف كيف يبدع هذا وما مفتاح تألق ذاك ومن ثم تحقيق الفوز الذي هو الشيء
المطلوب منه.
كان عام 2009 ذات طبيعة خاصة لجوارديولا حيث وضعه ضمن قائمة أفضل مدربي
العالم بجوار أليكس فيرجسون وجوس هيدنيك وأوتمار هيتسفيلد ومارشيلو ليبي
وجوزيه مورينيو مع العلم أنه لا يوجد أحد في هؤلاء حقق ما قام به مدرب
برشلونة في موسم واحد.
الأرقام التي حققها فريق برشلونة في 2009 تدل على أمر هام للغاية أن
هناك عقلية لا تمل من تحقيق الانتصارات والبطولات تتحكم في الفريق
الكتالوني، ليس هذا فقط بل أن هذه العقلية انتقلت للاعبي البارسا الذي بات
الفوز بالنسبة لهم طبيعي ويلعبون عليه في كل مباراة.
ولعل ما يزعج جوارديولا هو فكرة عدم تكرار إنجاز الفوز بكل الألقاب في
العام المقبل أو الحفاظ على لقب دوري الأبطال الأوروبي الذي فشلت كل الفرق
في الحفاظ عليه ومن ثم يصبح برشلونة جوارديولا مثله مثل أي فريق آخر يفوز
مرة ويخسر مرة مثله مثل كل كبار القارة، لكن السؤال هل يثبت المدرب
الأسطوري من جديد في 2010 أنه يختلف حقاً عن أي أحد.
لو كان ريال مدريد تعود دوماً على ضم أفضل نجوم العالم والذين كانوا ما
يبدعون أمام أي فريق للبارسا، فأن الأمر بات مختلفاً الآن فالفريق الذي
يضم أفضل لاعبي العالم في 2007و2008 فشل أمام نجوم بيب الذي جعل البارسا
يفوز في بالكلاسيكو 3 مرات متتالية وهو إنجاز من الصعب جداً تحقيقه في أي
كلاسيكو في الدوريات العالمية الكبيرة فما بالك لو كان هذا الكلاسيكو هو
الأكبر.
الهزيمة التي مني بها الريال ضد البارسا في الكلاسيكو الأخير ليست فنية
بقدر ما هي نفسية فلاعبو مانويل بيللجريني سيطروا ولعبوا في أوقات كثيرة
من عمر اللقاء لكنهم لم يؤمنوا أنهم أفضل من لاعبي بيب بعكس الفريق الذي
وثق من أنه الأفضل ففاز حتى لو كان هدف الفوز مشكوكاً فيه، فبرشلونة استغل
نقاط ضعف كانت قليلة في الملكي خلال المباراة.
المدرب الذي كان مبتسماً قبل دقائق من خروج فريقه ضد تشيلسي في نصف
نهائي دوري الأبطال في أبريل الفائت لم يكن يتوقع أن يسجل له إنيستا هدفاً
تاريخياً في النهاية فهؤلاء قوم لا ينتظرون المعجزات لكن يعملون حسابياً
ومن ثم تأتي النتيجة التي يستحقونها حتى ولو كانت متأخرة أو غير عادلة فمن
غير العدل أيضاً أن تجتهد ولا تأخذ الجزاء الصحيح.
بدأ بيب مسيرته التدريبية مع فريق البارسا بي في 2007 عندما قاد فريقه
للتأهل لدوري الدرجة الثانية الإسباني وتسبب نجاح بيب اللافت في جعل رئيس
النادي خوان لابورتا يعلن عن تعيينه خلفاً للهولندي فرانك ريكارد في مقعد
القيادة الفنية للفريق.
لم يخسر المدرب الشاب مع برشلونة إلا ست مباريات في موسم ونصف ولم يتذوق طعم الهزيمة أمام أي فريق من الكبار أوروبياً أو في الليجا.
من أرقام بيب في العام المنقضي أيضاً أنه قام بتصعيد تسعة لاعبين من
فريق البارسا بي إلى الفريق الأول وليس هذا فقط بل أن أكثر هذه الأسماء
باتت دولية وأساسية في تشكيلة المنتخب الإسباني المصنف الأول عالمياً.
ومن الأسماء التي ظهرت في عهد بيب مدافع البلوجرانا والماتادور سيرجيو
بيسكوتيس وبيدرو رودريجيز الهداف الذي سجل في ست بطولات مختلفة في إنجاز
تاريخي آخر للبارسا، أي أن هذا المدرب يصنع التاريخ من جهة ويخلق نجوم من
جهة ويكسب أي لاعب موهوب الثقة ويعطيه الرغبة في أن يكون أسماً كبيراً.
إنجازات جوارديولا 2009الدوري الإسباني (2008-2009)
كأس ملك إسبانيا (2008-2009)
دوري أبطال أوروبا (2008-2009)
كأس السوبر الأوروبي (2009)
كأس السوبر الإسباني (2009)
كأس العالم للأندية (2009)
تصعيد تسعة من البارسا بي للفريق الأول
دخول 3 من لاعبي البارسا قائمة أفضل خمسة في تصنيف الفيفا (رقم لم يحدث في تاريخ أي نادي).