كاتب بريطانى: بريطانيا دعمت الإخوان للإطاحة بعبد الناصرفى صفحة الرأى بجريدة الجارديان البريطانية، تحدث مارك كورتيس فى مقاله عن علاقة بريطانيا بالمتشددين الإسلاميين فى جميع أنحاء العالم وكيفية استخدامها لهم لتحقيق مصالحها الخاصة.
وقال الكاتب، إن بريطانيا قامت فى البداية بتمويل الإخوان المسلمين سراً عام 1942، وتوطدت الصلة بين الطرفين بعد ذلك مع قيام الثورة، وفى عام 1956، عندما وقع العدوان الثلاثى تطورت اتصالات بريطانيا بالإخوان كجزء من مخطط للإطاحة بعبد الناصر.
وأكد كورتس على أن بريطانيا استهدفت أيضا حكم جمال عبد الناصر فى مصر الذى انقلب على الملك فاروق الموالى للإنجليز.
وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970، وتولى الرئيس أنور السادات الذى وصفه الكاتب بأنه موالى للغرب، قام الأخير سراً برعاية خلايا المسلحين الإسلاميين لمواجهة القوميين والشيوعيين، ورغم ذلك، ظل المسئولون البريطانيون يصفون الإخوان باعتبارهم السلاح المفيد المحتمل للنظام.
ويقول الكاتب وهو مؤلف كتاب "العلاقات السرية" إنه عندما وقعت هجمات لندن فى 7 يوليو 2005، ألقى الكثيرون بمسئولية ذلك على غزو العراق، إلا أن العلاقة بين هذه الهجمات الدامية وبين السياسة الخارجية البريطانية أعمق من ذلك بكثير، فالتهديد الإرهابى لبريطانيا هو نكسة إلى حد ما ناجمة عن شبكة من العمليات البريطانية السرية مع الجماعات الإسلامية المتشددة ممتدة عبر عقود.
وفى حين يمثل الإرهاب أكبر تحد أمنى للملكة المتحدة، فإن تواطؤ الحكومة البريطانية مع الإسلام الراديكالى لا يزال مستمراً.
ويدلل الكاتب فى مقاله الذى جاء تحت عنوان "بن لا دن، وطالبان والظواهرى، جميعهم عملت معهم بريطانيا" على ذلك بالقول إن اثنين من الأربعة الذين نفذوا تفجيرات لندن تلقوا تدريباً فى معسكرات باكستانية تديرها جماعة حركة المجاهدين الإرهابية التى طالما رعتها باكستان لتحارب القوات الهندية فى كشمير.
ولم تقم بريطانيا فقط بتسليح باكستان وتدريبها، ولكنها قدمت أيضاً مساعدات سرية استفادة منها حركة المجاهدين، فهناك أقاويل قوية تشير إلى أن بريطانيا سهلت سفر المجاهدين للحرب فى يوغسلافيا وكوسوفو فى التسعينيات.
ويمضى الكاتب فى القول إن اعتماد بريطانيا على الإسلاميين لتحقيق أهدافها يرجع إلى الماضى، عندما كانت تريد السيطرة على المصادر الطبيعية لبعض الدول أو الإطاحة بالحكومات القومية فيها.
وأشار إلى العملية الإنجليزية الأمريكية عام 1953 فى إيران للتخلص من حكومة مصدق التى كانت تحظى بشعبية والتى قامت بتأميم صناعة النفط فى البلاد، الأمر الذى أحلق ضرراً كبيراً بالشركات البريطانية، وشملت هذه العملية مشاركة آية الله سيد كاشانى مؤسس حركة أنصار الإسلام، وهى حركة أصولية مسلحة.
وقامت أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية بتمويل المظاهرات ضد حكومة مصدق، بل إنها ناقشت احتمال اختيار كشانى كقائد للبلاد بعد الانقلاب.