ضرب زلزال بقــــــوة 7 درجات مدينة كرايستشيرتش، ثاني أكبر مدن نيوزيلندا، مخلفاً أضــــراراً مادية جسيمة لكنه لم يوقـــع سوى عدد من الجرحى، اثنان منهم في حال الخطر بحسب حصيلة أولية.
وقال رئيس الوزراء جون كي للتلفزيون النيوزيلندي بعد الزلزال: «الأضرار مفزعة. الشيء الوحيد الذي يمكن أن نقوله هو أنها معجزة أنه لم يسقط قتلى».
وفرضت حالة الطوارىء في المدينة كما أعلن رئيس بلديتها بوب باركر الذي عبّر عن «روعه لحجم الأضرار».
وأقفل مطار كرايستشيرتش الدولي لساعات، وهو المنفذ الرئيس إلى جنوب الجزيرة، كما أوقف تسيير القطارات ريثما يتم التأكد من سلامة سكك الحديد.
وفي العاصمة ولينغتون، أعلنت وزارة الدفاع المدني حالة الأزمة الوطنية.
وبعد استيقاظهم من النوم في الليل، بدأ السكان بالخروج، مذعورين، تاركين منازلهم ومكتشفين طرقاً قطعت بفعل انهيار واجهات المباني وامتلأت بشظايا زجاج متحطم وسيارات مسحوقة، اضافة إلى جسور مهدمة وشبكة قنوات للغاز مقطوعة في أماكن مختلفة.
وانقطعت التغذية بالتيار الكهربائي عن نحو نصف المدينة. وبحلول فترة بعد الظهر بالتوقيت المحلي عادت الكهرباء إلى 90 في المئة من المدينة، وإلى 80 في المئة من المناطق الريفية.
وأعلنت ناطقة باسم مستشفى كرايستشيرتش ميشيل هايدر، أن رجلين يناهزان الخمسين من العمر نقلا اليها وجروحهما خطرة. بعد أن سقطت على رأس أحدهما مدخنة والآخر بسبب زجاج. واستقبلت مستشفيات أخرى جرحى أيضاً.
وقال وزير الدفاع المدني جون كارتر: «نحن محظوظون جداً لعدم سقوط قتلى».
وعزا مسؤولو الدفاع المدني العدد الضئيل لضحايا الى الوقت الذي حصل فيه الزلزال.
واذا كانت حصيلة الضحايا محدودة فإن الأضرار المادية هائلة. وقد تبلغ قيمتها 1,12 بليون يورو، بحسب تقدير المدير العام للجنة الهزات الأرضية يان سيمسون.
وتعد كرايستتشيرتش 340 ألف نسمة، وتعتبر أكبر مدن الجزيرة الجنوبية التي تشكل مع الجزيرة الشمالية نيوزيلندا، وتقع على الساحل الشرقي.
وطوقت الشرطة وسط المدينة بسبب معلومات عن عمليات نهب كما قال المفتش مايك كولمان طالباً من السكان البقاء في منازلهم.
وأفاد عن أضرار كبيرة وقعت، لافتاً إلى أن تحطّم واجهات المحال يسهّل النهب. وزاد: «هناك تسرّب للغاز، ومجاري مياه متضررة، ومياه صرف صحي تطوف بها المنازل وكثير من الأسلاك والأعمدة الكهربائية المكسورة. الخروج إلى الشارع أمر خطر للغاية».
وحدد مركز الهزة على عمق 16,1 كلم، وأصابت منطقة تقع على مسافة 30 كلم إلى شمال غربي كرايستتشيرتش بحسب المركز الجيولوجي الأميركي.
ويعد هذا الزلزال من أعنف الزلازل في تاريخ نيوزيلندا التي تقع على حزام ناري على حدود الصفائح الأسترالية والمحيط الهادىء وتتعرض كل عام لنحو 15 ألف هزة.
وضرب آخر الزلازل الضخمة (وقوته 7,8 درجات)، في 16 تموز (يوليو) 2009، وحدد موقعه على عمق نحو12 كلم في منطقة فيوردلند.
لكن الزلزال الذي وقع في 3 شباط (فبراير) 1931 وخلف 256 قتيلاً في خليج هاوكي على الجزيرة الشمالية، يبقى الأكثر دموية.
إلى ذلك، قضى 9 أشخاص، بينهم 4 أجانب، إثر تحطّم طائرة سياحية أمس قرب المدرج الجوي للكتلة الجليدية فوكس على الساحل الغربي للجزيرة، الذي يعد موقعاً سياحياً مصنفاً في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).
وقال ناطق باسم الشرطة: «أن الأشخاص التسعة الذين كانوا على متن الطائرة قتلوا جميعاً». وأضاف ان بين القتلى رعايا ارلنديين وبريطانيين وأستراليين والماناً، من دون أن يوضح أعمارهم.