عثرت فرق الإنقاذ والشرطة والدفاع المدني، صباح أمس، على أحد الصندوقين الأسودين التابعين للطائرة الأمريكية “يو بي إس” التي تحطمت في دبي ليل أمس الأول .
وتوقع سيف السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، أن يتم العثور على الصندوق الثاني اليوم، وقال “مع دخول الليل تصبح عمليات البحث صعبة خاصة مع وجود الحطام والقطع الحادة، في مساحة ليست صغيرة” وأوضح أن الصندوق الذي تم العثور عليه هو المعني بتسجيل المكالمات والاتصالات .
وقال السويدي في اتصال مع “الخليج”، إنه تم يوم أمس انتشال أشلاء لجثة آدمية “قد تكون للجثة الأولى التي عثر عليها ليلة الحادث أو للجثة الثانية التي لم يتم العثور عليها حتى غروب يوم أمس”، وأضاف: “المسألة إنسانية، لا يمكن الحديث عن انتشال جثة قبل التأكد تماماً من فحوصات الحمض النووي” .
وأكدت المصادر أمس أنه تم نقل أشلاء جثة إلى الطب الشرعي، لإجراء فحوص الحمض النووي (DNA)، وبحسب السويدي فالطياران من المرجح أن يكونا أمريكي الجنسية .
وكانت الطائرة قد سقطت أمس الأول بعد أن حاولت الهبوط في مطار دبي ففشلت وسقطت في منطقة قريبة من شارع دبي العين، ونفى السويدي أن يكون مكان الحدث قاعدة عسكرية كما تناقلت بعض وسائل الإعلام، مؤكداً أنه منطقة غير مأهولة في معسكر للجيش، وقال السويدي: “بعد خروجها من المجال الجوي لدولة الإمارات، أجرى قائد الطائرة اتصالات ببرجي المراقبة في دبي والبحرين معلماً عن خلل في الطائرة، ولأنه كان لا يزال أقرب لدبي فقد طلب العودة وسمح له بذلك” .
ويتابع السويدي: “فشل قائد الطائرة في الهبوط على مدرج مطار دبي لأنه كان على ارتفاق عالٍ وسرعة الطائرة عالية، فطلب المساعدة وتأمين البديل، وقد أتاح برج المراقبة في مطار دبي خيارين لقائد الطائرة . . إما متابعة الطيران والهبوط في مطار الشارقة أو معاودة المحاولة للهبوط في مطار دبي، وتم تأمين الأجواء لإفساح المجال تماماً، إلا إنه عند الالتفاف حصل الحادث”، ونفى السويدي أن يكون قائد الطائرة قد أجبِر على الهبوط أو عدم الهبوط في مطار دبي .
كما أوضح المدير العام للطيران المدني أن التحقيقات أخذت مجراها وتم طلب التسجيلات من البحرين، والتي تحوي الاتصالات بين الطائرة وبرج المراقبة في مطار البحرين .
وتوقع السويدي وصول محققين من الولايات المتحدة وشركة “بوينغ” المصنعة للطائرة، اليوم للانضمام إلى التحقيقات، وقال: “طلبنا من المكتب الوطني الأمريكي للتحقيق بالحوادث المشاركة في التحقيقات كون الطائرة مسجلة في أمريكا، ومن المتوقع وصول المحققين اليوم” . ويشارك في التحقيقات فريق من “بوينغ” الشركة المصنعة لطائرة الشحن الجامبو 400-،747 بالإضافة إلى مشاركة مسؤولين من “يو بي إس” الأمريكية .
وأكد سكوت ديفيز، رئيس شركة “يو بي إس”، ورئيسها التنفيذي، ان شركته ستبذل كل ما في وسعها للوقوف على أسباب سقوط الطائرة التي كانت متجهة من دبي إلى كلونيا في ألمانيا .
وفي بيان حول الحادث نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني، أكدت أنها اطلعت على تقارير تتعلق بالأسباب المحتملة للحادث، وقالت إنها تتعاون مع السلطات في دبي على المسرح، وأنها بعثت بفريق إلى الموقع للمساعدة في كشف ملابسات الحادث .
وأضاف ديفيز: “إنها مأساة مُروعة، ونحن في يو بي إس نقدم تعازينا الحارة إلى أسر، وأصدقاء الضحايا” . يشار إلى أن معلومات الشركة تؤكد أن هناك ملاحين كانا على متن الطائرة .
من جهتها قالت شركة “بوينغ” في تعليق مقتضب على الانترنت إنها “أرسلت فريقا لتقديم الدعم الفني للتحقيق بناء على دعوة من السلطات” .
ونقلت “رويترز” عن ريك كنيدي، المتحدث باسم شركة “جنرال إلكتريك افياشان لصناعة محركات الطائرات” قوله ان الطائرة تستخدم محركات GECF6-80C2 . وقالت الشركة وهي وحدة لشركة جنرال الكتريك إنها أرسلت محققين إلى موقع الحادث .
وأوضح سيف السويدي أنه يمكن الاستفادة من خبراء المحركات إذا دعت الحاجة لذلك .
وكانت طائرة “يونايتد بارسل سرفيس” (UPS) تنقل على متنها طرودا ورسائل بريدية، إضافة إلى ألعاب أطفال وساعات واكسسوارات كمبيوتر، بحسب ما أوضح السويدي .
وأوضح المدير العام للطيران المدني رداَ على سؤال، أنه لم يتم إجراء صيانة للطائر على أرض مطار دبي قبيل إقلاعها، وقال: “المسؤول عن مراقبة صيانة الطائرة هي الجهة المسجلة لها، ويكون لها مركز صيانة معتمد وفي هذه الحالة الجهة المسؤولة هي السلطات الأمريكية”، كما توقع أن لا يكون للحادث أي علاقة بموضوع الصيانة، وأوضح “نحن نطلع على سجل الصيانة ووثائق الطائرة” .
الدفاع المدني ينجز تبريد الموقع
أكد العقيد أحمد الصايغ مساعد مدير عام دفاع مدني دبي لشؤون الإطفاء والإنقاذ لـ “الخليج” أن فرق الدفاع المدني واصلت عملها أمس وبرّدت موقع الحادث ومشطت المكان، إلى حين العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة التابعة لشركة الشحن الأمريكية “يو بي إس” التي كانت اشتعلت فيها النيران وتحطمت أمس الأول .
وبين أن مهمة الدفاع المدني قد انتهت لمجرد العثور على الصندوق الأسود والتأكد من تبريد موقع الحادث، وإنهاء كافة الأعمال الميدانية، لتبدأ معها إجراءات التحقيق في الحادثة من قبل الخبراء والمختصين واللجان التي سيتم تشكيلها لهذا الغرض .
عملية السيطرة على الحادثة تمت بمشاركة 13 سيارة إسعاف، و60 مسعفاً، و10 تناكر مياه شاركت في عملية إطفاء الحريق الذي امتد على مساحة 120 متراً تقريباً، علماً ان منطقة الحادثة شهدت انتشاراً أمنياً مكثفاً .
وكانت فرق الدفاع المدني هرعت يوم أمس الأول الى موقع الحادثة من ثمانية مراكز في دبي، فور ورود بلاغ إلى غرفة عملياتها في تمام الساعة السابعة و45 دقيقة، وباشرت عملها على قدم وساق بإشراف ميداني من اللواء راشد ثاني المطروشي، القائد العام للدفاع المدني بالإنابة، ومدير عام دفاع مدني دبي، وبمشاركة العقيد أحمد الصايغ، مساعد مدير عام دفاع مدني دبي لشؤون الإطفاء والإنقاذ، والرائد علي حسن المطوع، مدير إدارة العمليات، والرائد حسين محمد الرحومي، مدير إدارة الإطفاء الجوي وحماية القطارات، والذي تولى بدوره قيادة العملية ميدانيا .